القوات المشتركة تبدأ معركة الأنبار بمحاصرة الفلوجة وداعش يسحب "المجالس العسكرية" من المدينة
تغلب رأي الحشد الشعبي على الآراء الاخرى التي كانت تتحدث عن استكمال الاستعدادات لتحرير الرمادي ومن ثم الفلوجة.
وبدأت العمليات العسكرية، التي انطلقت قبل يومين، بمحاصرة الفلوجة، حيث لاتبعد القوات المشتركة الان سوى 5 كيلومترات فقط عن المدينة، وسط انباء عن انسحاب ما يسمى بـ”المجالس العسكرية” التابعة لداعش، من المدينة مخلفين وراءهم انتحاريين وقناصة.
واستؤنفت العمليات العسكرية مجددا في الانبار، بعد توقف دام نحو 50 يوما منذ سيطرة “داعش” على الرمادي، واثار جدلا سياسيا حول وجود خلاف على وجهة الحرب المقبلة.
ودافع الحشد الشعبي، خلال الاسابيع الماضية، عن فكرته فيما اسماه بقطع “رأس الافعى” بالاشارة الى الفلوجة. واعتبر ان الهجوم على المدينة “سيعزز امن بغداد اكثر”.
وكان الحشد ينظر الى الجدل حول اولوية المعارك كـ”مناورة” لتشتيت المتطرفين.
ويقول عذال الفهداوي، وهو عضو في مجلس محافظة الانبار، “يبدو ان القيادات العسكرية اتفقت اخيرا على وجهة واحدة للهجوم وقررت بدء المعارك في الفلوجة”.
وكان مجلس محافظة الانبار يبحث، طوال الاسابيع الماضية، عن توضيح عن توقف معارك تحرير الرمادي، رغم استكمال التحضيرات العسكرية وفق ماسمعه من قيادات امنية.
ويرجح مجلس المحافظة ان تتبع العملية في الفلوجة عملية اخرى في الرمادي قد تكون في التوقيت ذاته او بعد وقت قصير .
ويؤكد الفهداوي لـ”المدى” ان “القطعات العسكرية مازالت على وضعها في الرمادي ولم تنسحب للحرب في الفلوجة”.
البراميل المتفجرة والمدنيين
واستنكر تحالف القوى العراقية في بيان صدر، امس، استخدام الجيش العراقي للبراميل المتفجرة بشكل عشوائي على مدينة الفلوجة. ويحصي السكان هناك قبل بدء العمليات الاخيرة 300 برميل متفجر سقط على الفلوجة منذ مطلع العام الماضي التي تضم قرابة الـ100 الف شخص.
وكان هادي العامري، ابرز قيادات الحشد الشعبي، اطلق في 10 حزيران الجاري، تحذيراً لاهالي الفلوجة بضرورة مغادرة المدينة قبل انطلاق العمليات العسكرية، مؤكدا انه “يضحي بعنصر المباغتة لدواعي انسانية”.
ويقول قيادي في منظمة بدر ان “المهلة انتهت للمدنيين ومن بقي في المدينة هم من مؤيدي داعش”.
واوضح معين الكاظمي، المقرب من العامري في تصريح لـ”المدى”، ان “الاصوات المحذرة من اصابة المدنيين جراء القصف المدفعي والطائرات هي اصوات نشاز”.
وتابع الكاظمي ان “تلك الاصوات هي ذاتها التي تعالت في معركة تكريت ثم اكتشفنا، بعد ذلك، ان المدينة خالية من السكان واهلها من كانوا يطالبون بالتحرير”.
واعتبر القيادي في منظمة بدر التحذيرات بانها “محاولة للتأثير على العمليات العسكرية”، لافتا الى ان “بعض السكان خرجوا قبل العملية العسكرية والمتبقي متعاون مع المتطرفين”.
واكد القيادي في الحشد الشعبي ان “القوات المشتركة تطوق الان الفلوجة وتبعد عنها بخمسة كيلومترات فقط”، مشيرا الى ان “المدفعية وطائرات الجيش العراقي تساعد القوات على الارض”.
بالمقابل اكد الكاظمي ان “اختيار الفلوجة قبل الرمادي كان لقرب الاولى من بغداد”، مؤكدا ان “حصار الفلوجة يعني حصار الرمادي وتحريرها ايضا، والاخيرة اصبحت خالية الان من السكان”.
انسحاب المجالس العسكرية
الى ذلك تشارك اعداد من العشائر السنية في الانبار الى جانب القوات المشتركة في الهجوم على الفلوجة. ويقول غانم العيفان، وهو احد زعماء القبائل، ان “العشائر تشارك في المعركة بالاضافة الى المتطوعين الذي تخرجوا مؤخرا من دورات سريعة في قاعدة الحبانية شرقي الرمادي”.
ويؤكد العيفان، عضو خلية الازمة لحكومة الانبار المحلية، ان “القوات المشتركة تطوق الفلوجة من الجانب الشمالي والغربي وتقترب الى بوابات المدينة”.
واضاف المسؤول العشائري “هناك معلومات عن انسحاب ما يعرف بالمجالس العسكرية التابعة لداعش من داخل المدينة وترك مجموعة من الانتحاريين والقناصين”.
ونوه العيفان الى ان “المسلحين كرروا تلك الاجراءات في اكثر من مدنية، حيث تنسحب القيادات عندما تتأكد من جدية القوات الحكومية في المعارك”، وتحدث عن “انهيار الخطوط الامامية لدفاعات المسلحين”.
وكان مسؤولون في الحكومة المحلية بالانبار طالبوا بغداد في وقت سابق بتحقيق “اي نصر” في الانبار. وقالو ان “ذلك سيدعم معنويات المقاتلين وينهار المسلحون والبلدات التي يسيطرون عليها كاحجار الدومينو”.