لن يصلح خامنئي ماقد أفسده الاتفاق النووي / بقلم:کوثر العزاوي
التدقيق في الاتفاق النووي يوضح بأن هناك الکثير من المآخذ و الانتقادات و التحفظات بشأنه، خصوصا في کونه لم يتخذ الموقف الحازم و الصارم المطلوب و لم يحدد آلية عملية مناسبة لضمان إلتزام طهران بالاتفاق، لکنه وعلى الرغم من کل ذلك، يعتبر بمثابة توقيع طهران لصك إستسلامها للغرب و إعلانها الصريح بتنازلها عن حيازة السلاح النووي.
طهران التي تستعد للإحتفال بما تصفه بإنتصار نووي، هو أمر يدعو للسخرية ذلك أن مراقبون و اوساط سياسية قد وصفت الاتفاق الاخير بإنه بمثابة وضع إيران تحت شکل من أشکال الوصاية الدولية، تفاصيل هذه الوصاية الغربية وردت في بنود اتفاق فيينا الذي يتيح للغرب السيطرة على أجزاء كبيرة من الاقتصاد الإيراني، والتجارة، والسياسات الصناعية، وذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما رأوا أن الاتفاق يعامل إيران كمجرم في عملية إطلاق سراح مشروط يوضع تحت مراقبة الشرطة ويتم تقييمه دوريا، ولذلك فإن وصف هکذا إتفاق’إستسلامي و إنبطاحي’، بإنه إنتصار، هو ضحك مکشوف و بائس على الذقون.
الانکى من ذلك، أن مرشد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي بات يعلم جيدا بأن هذا الاتفاق قد عرى النظام من شعاراته و مواقفه المتشددة من الولايات المتحدة الامريکية و کشفه على حقيقته تماما، ويعلم أيضا بأن الشعب الايراني و شعوب المنطقة برمتها صارت تنظر الى هذا النظام بإنه مستعد للمساومة من أجل البقاء و الاستمرار حتى ولو کان ذلك على حساب مبادئه و أفکاره الاساسية المعلنة کمعاداة أمريکا مثلا، ولذلك فقد بادر خامنئي للعمل من أجل التغطية على هذه الفضيحة بإسلوب التخفيف من وقعها و وطئتها و السعي لترقيعها.
خامنئي الذي کان يخطب بمناسبة العيد،
أکد وهو يحاول أن يصلح ماقد أفسده الاتفاق النووي من حقيقة و واقع النظام بأن إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الشؤون العالمية والقضية النووية تمثل استثناء، وتابع قائلا: ‘إيران ترى أن الإسلام يحرم إنتاج وتخزين الأسلحة النووية’، وهو کلام يثير الشفقة، لأن الغرب و واشنطن تحديدا ليسوا مستعدين للتفاوض بشأن الشٶون و القضايا العالمية کما إن تحريمه المزعوم لإنتاج و تخزين الاسلحة النووية يکشفه و يفضحه و يدينه طابع السرية الذي رافق و يرافق المشروع النووي الايراني، غير إن مبادرة خامنئي لإطلاق مثل هذه التصريحات هو أيضا مسعى من أجل إعادة الهيمنة و المکانة الخاصة بخامنئي و التي إهتزت بقوة بعد هذا الاتفاق کما صرحت بذلك زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي قائلة’ هذا القدر من التراجع، سوف يقضي على هيمنة خامنئي كما كانت المقاومة الإيرانية قد اكدته من قبل ويضعف الفاشية الدينية ويحدث زلزالا فيها’ وإن ‘هذا التراجع الذي يسميه المعنيون في النظام بكأس السم النووي، سيؤدى لامحالة إلى تفاقم الصراع على السلطة في قمة النظام وتغيير ميزان القوى الداخلية على حساب الولي الفقيه المنهوك. ان الصراع على السلطة في قمة النظام سوف يستفحل في جميع مستوياته’، ولذلك فمن الصعب جدا أن يتمکن خامنئي من إصلاح ماقد أفسده هذا الاتفاق.