نوافذ تطل على بحور الدم في سوريا بقلم : بلسم فريد أبو الفتوح
حرب مشبعة بالدماء ما بين موالي للنظام السوري ومعارض له يدفع ثمنها الابرياء من جميع الفئات العمرية بسوريا حيث تتفاقم الازمة يوما بعد يوم بسبب عدم القدرة على حسم الصراع فلم نعد نعلم من الظالم ومن المظلوم حيث تعدد المسميات مابين شهيد في جيش النظام وشهيد في الجيش الحر بالإضافة ايضا تدخل الدول التي لها مصالح ومخاوف مما يحدث بسوريا بالتحديد إيران وروسيا والولايات المتحدة فالأولى تعمل بكل الوسائل للحفاظ على بقاء النظام السورى أو على أقل تقدير إعادة إنتاجه فى حالة اضطرارها التخلى عنه تحت مظلة تسويات محددة بشأن برنامجها النووى مع القوى الغربية والولايات المتحدة وهى لا تتوانى فى الوقت نفسه عن تقديم الدعم المادى والعسكرى للنظام الذى يعتبر نقطة ارتكاز مشروعها الإقليمى ببعديه الدينى والسياسى.
وفي نفس السياق يستمر مسلسل سوريا والانتفاضة الذي بدا منذ حوالي عام ونصف دون تطور فعلي ايجابي حيث اصبحت المعارضة امام خيارين اما ان تتحاور مع النظام السوري للتوصل الى تسوية بدلا من حرب الدماء التي اصبحت اقليمه الان بعد تدخل الدول العربية والدول الكبرى من اجل الحفاظ على المصالح او ان تضغط المعارضة على القوى الدولية لاسيما الولايات المتحدة لتوسيع دائرة تسليح المعارضة العاملة على أرض الصراع بالداخل من الجيش السورى الحر وجماعات المقاومة الاخرى وكذلك حث الدول الأوروبية خاصة ألمانيا والسويد التى تعارض تسليح المعارضة على إعادة النظر فى موقفها من مسألة الدعم العسكرى للمقاومة .
فلقد قررت المعارضة ان تخوض تجربة التوازن بين الخيارين من بعد ضغوطات دوليه عليها وذلك عن طريق الحوار مع النظام بالتوازى مع طلبات متتالية بإحداث تغيير فى موضوع التسليح بشقيه الكمى والنوعى ما يمكن الجيش السورى الحر من تحقيق انجاز قوى على ارض الواقع بصورة تجبر النظام على تقديم تنازلات محددة من خلال حوار فعال برعاية أممية
يذكر ان خيار التسليح يواجه عوائق كثيرة بسبب بتخوفات عالمية من زيادة عسكره الصراع الذى قد يولد حربا أهلية طائفية بعد سقوط نظام الاسد أو وصول الاسلحة لجماعات دينية متشددة بإمكانها تهديد أمن إسرائيل من ناحية أخرى ومن اهم هذه الدول امريكا فهي لا تثق في المعارضة السورية وبالتحديد في مرحله بعد سقوط بشار الاسد وقد ذكرت صحف اوربية ان امريكا وبريطانيا قد خططت للاستيلاء والسيطرة على المخزون السورى من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية أو على أقل تقدير تدميرها فى حالة انزلاق البلاد لمزيد من الفوضى عبر استخدام القوات الخاصة والمدربة على الحرب الكيماوية إضافة إلى ذلك أن التورط العسكرى المباشر لأى من القوى الدولية من شأنه “أقلمة” الصراع فى سوريا، وهو ما سيؤدى إلى الإضرار الفعلى والمباشر بأمن إسرائيل والتأثير على السلم الاجتماعى والسياسى فى لبنان وتركيا والعراق والأردن .
وفي زاوية اخرى نلاحظ ان الدول الغربية قد فشلت بتمرير قرار من مجلس الامن عام 2011/م في ادانه القمع بسوريا خاصة من بعد تصويت روسيا والصين بالرفض وذلك حفاظا على مصالحهم المشتركة مع النظام السوري حيث تعتبر دمشق هي المستورد الرئيسي للأسلحة من روسيا والمنفذ الوحيد لها على البحر المتوسط بالإضافة الى التعاملات التجارية بينهما التي قد تؤدي الى خسائر كبيرة في حاله اصدار هذا النوع من القرارات كذلك نفس الامر ينطبق على الصين من الناحية التجارية و الاستراتجية .
اما من الناحية العربية ودورها تجاه ألازمه السورية التي مازالت مستمرة بسقوط ألاف واعتقال ألاف تتواصل جهودها الممتلئة بالأمل او الوهم لإيجاد حل للأزمة على الطريقة اليمنية وذلك يتنحى الرئيس لصالح نائبه فاروق الشرع ليُشرف على مرحلة انتقالية تدمج المعارضة في النظام السياسي مع الوضع في الاعتبار هذه الملاحظه الاكيدة وهي انه لا يستطيع احد ان ينكر ان النظام الذي استنزف قدرا كبيرا من قواه خلال هذا العام خاصة على المستوى الاقتصادي، لا يزال قادرا على إطالة أمد الصراع في ظل دعم لا محدود من جانب حليفه الإيراني وحماية دولية بفضل روسيا والصين.
بقلم : بلسم فريد أبو الفتوح
عضو في يونيم انترناشونال ومديرة يونيم السودان