الدكتورمحمد ألتيجاني السماوي (كنت ضالا ثم اهتديت)

10 يونيو، 2013
668

بداية لو وقفنا وقفة على التاريخ ، وخصوصا التاريخ الإسلامي ، والشيعي نجد بأنه على مر العصور التي مر بها ، أن هنالك شخصيات لها الأثر الجلي والواضح في نشر ثقافة الإسلام عموما ، وثقافة أهل البيت خاصة ، وان هنالك دعاة للحق في كل زمان ومكان ، عرفوا الحق وشربوه ماء عذبا فراتا حتى أصبح يجري في أجسادهم مجرى الدم من الشريان ، والروح من الجسد ، واصبحوا دعاة للحق في زمان كثر فيه الظلم والباطل ، وجندوا أنفسهم للوقوف أمام الأفكار الباطلة والهدامة ، وان تاريخنا الإسلامي المحمدي الشيعي حافل بقمم عملاقة من الشخصيات والرموز الدينية ، والمعروفة لدى الشارد والوارد والقاصي والداني أمثال العالم الجليل الحلي ، والطوسي ، والسيد شرف الدين الموسوي وغيرهم الكثير والذين لايتسع المقام هنا لذكر أسمائهم  ، ونحن هنا بصدد احد رموز المسلمين واحد دعاة الحق في بلاد المغرب العربي  ، والذي بفضل علمه انتشر فكر أهل البيت عليهم السلام والفكر الشيعي في تلك الربوع من البلاد الإسلامية انه العلامة المجاهد ….محمد ألتيجاني السماوي

 

نبذة تعريفية لسماحة السيد التيجاني؟


محمد التیجاني السماوي (مواليد 1943 فيقفصة بتونس) عالم دين تونسي، نشأ في عائلة تنتمي للمذهب المالكي ، وبانتماء آخر إلى الطريقة الصوفية التیجانیة ، ولذلك سمي بالتیجاني

حفظ القران في سن مبكرة  من حياته، ودرس علم التفسير ، وكان معروفا بشدة ذكائه مع صغر سنه، وأصبح من علماء تونس الكبار ، اقتادته تساؤلات عن المذاهب الإسلامية  وأيهما اصح واصدق ، فذهب يبحث لسنين طويلة ، عن الحقيقة الحقة ، وکان محمد التیجاني صوفياً ثم غیَّر مذهبه إلی المذهب الشیعي خلال  فترة سفره  من تونس إلی ليبيا ، ثم مصر ولبنان وسوريا ونهایة إلی العراق، وهناك التقی بعلماء شیعة ، و تأثر بمعتقداتهم وفقههم ، وبعد رجوعه إلی تونس بدأ بالبحث حتى استقر على المذهب الإمامي 


انطباعك ورؤيتك التي وصلت بها عن المذهب الجعفري ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

قبل كل شيء احييكم واحيي المؤمنين والمؤمنات واسال الله ان يوفقنا جميعا لخدمة مذهب اهل البيت (ع)  انطباعي في خصوص اعتناقي لا اقول لمذهب ال البيت لان اهل البيت ليس لهم مذهب خاص بهم وانما هم يمثلون الاسلام المحمدي الاصيل ، وجميع المذاهب التي طرأت على الاسلام انا اعتقد بانها انحرافات ، واجتهادات شخصية ما انزل الله بها من سلطان وانا اؤمن بانه لا اجتهاد في النصوص انما الاجتهاد في غير النصوص بمعنى (ما كان فيه نص لايجوز الاجتهاد فيه) ومن اجتهد في النصوص فقد كفر ،


 قال الامام الصاق (ع) حينما ساله احد اصحابه يابن رسول الله ما رايك في المسالة الفلانية فقال (ع) ويحك اتقول مارأي ليس لنا أراء في الدين ، ومن قال برأيه في دين الله فقد كفر انما حديثي حديث ابي وحديث ابي حديث جدي وحديث جدي عن الحسين ابن علي عن علي ابن ابي طالب عن رسول الله عن جبرائيل عن الباري عز وجل ، انما الاجتهاد هوفيما لم يرد فيه نص، ولذالك اقول بان المذاهب هي اجتهادات بشرية ، وان اهل البيت هم ادرى الناس بالاسلام المحمدي الصحيح 

ولذالك ان انطباعي وشعوري باني كنت على ظلالة ثم اهتديت ، ولذالك كتبت (ثم اهتديت) لان القران الكريم يثبت ذالك وانا لم اتجنى ولم اتي بشيء من عندي بل من كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة طه اية رقم 82 لقوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم  واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى) …..الى ماذا يهتدي.

 الامام الصادق عليه السلام  عندما يقراء هذه الاية  يقول (اهتدى لولايتنا اهل البيت) فمن اهتدى الى ولاية اهل البيت (ع) فقد كمل اسلامه وكمل دينه (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورظيت لكم الاسلام دينا)بمعنى انه من اهتدى الى ولاية اهل البيت(ع)طبق هذه الاية الكريمة اي كمل دينه ونال رضى الله سبحانه وتعالى ونزلت هذة الاية بعد بيعة الغدير مباشرة (اي بعد مبايعة الامام علي (ع) بامرة المسلمين)



ما هي اسباب التنافر بين المذاهب الاسلامية ؟


اسباب التنافرهي في الواقع اسباب سياسية مردها الى رجال السياسة ، وكذالك وجود المغرضين  والمنافقين منذ بد أ الرسالة الاسلامية ولكننا نراها بابشع ادوارها في عهد بني امية وعلى راسها معاوية ابن ابي سفيان ، هؤلاء قاموا بصناعة الدسائس والاكاذيب التي افتروها على على رسول الله (ص) من احاديث مخجلة واحاديث مزيفة قلبوا فيها المفاهيم الاسلامية الحقيقية ، وخلقوا بذالك اجيالا يكفينا دليلا بانهم كانو يسبون امير المؤمنين (ع) على المنابر قرابة 70 عاما خلقوا بذالك اجيالا متنافرة ومتناحرة ، لان شيعة اهل البيت عليهم السلام لم يقبلوا بهذه الشتائم والسب لامامهم امير المؤمنين(ع) فمن الطبيعي ان ينتج من ذالك نفور وبغضاء ثم من بعد ذالك امروا بان يقتل كل من يروي فضيلة واحدة في حق علي (ع) 


وتوارثت الاجيالُ جيلاً بعد جيل هذا التنافرَ وهذا التباغض فبقيت الامة الاسلامية مشتتة ومنقسمة الى موالين لاهل البيت ومعادين لاهل البيت (ع) والبعض من المترددين والذين هم يحبون اهل البيت وفي نفس الوقت يوالون اعداءهم وهذا تناقض ،  قال امير الؤمنين (لايجتمع حبنا وحب اعدائنا في قلب مؤمن ) وهذا التنافر لو طبقناه اليوم نراه واضحا وجليا  في بعض مواقف سياسات الدول العربية انهم يكرهون الشيعة (شيعة اهل البيت ) الذين ضحوا باموالهم وانفسهم  في حب اهل البيت (ع) واتباعهم والاقتداء بهم ولكن بالمقابل نرى اعدائهم يسبونهم ويكفرونهم بل ويستحلون قتلهم لالشيء سوى انهم موالين لاهل البيت . اذ ان هذا الامر يجرنا اليوم الى ان هنالك اثاراً وترسبات متراكمة عبر التاريخ وبقيت الى يومنا هذا


على سبيل المثال ان الناس يحبون حزب الله لانه مجاهد ويقاتل في سبيل الله الكفار والصهاينة نجد بعض الأنظمة العربية  والاسلامية يكنون العداء لحزب الله  لالشيء سوا لانه حزب شيعي فقط حتى انه افتى بعضهم وهم في المملكة السعودية بعدم جواز الدعاء لحزب الله بالنصر الى هذه الدرجة  فنفهم من هذا بان هنالك عداءً مستفحلاً ضد شيعة اهل البيت يتوارثونه جيلا بعد جيل حتى انه اليوم نسمع بعض الفضائيات المغرضة تد ين الدكتاتوريات والا رهاب والاضطهاد في بعض الدول العربية والعالمية دون البعض الاخر فمثلا تتكلم عن الاضطهاد والمعاناة في سوريا ولا تتكلم عن الاضطهاد وانتهاك حقوق الشعب في البحرين


مامدى تقبل المجتمع لفكرة التشيع في اوربا والمغرب العربي وما حجم المعاناة التي واجهتها هناك؟


في بداية استبصاري للهدى في عام 1967 الى عام 1970 كنت ابحث عن الحقيقة في اختلاف المذاهب الاسلامية ، ولكن بعدما التقيت بالشهيد السيد محمد باقر الصدر  والسيد الخوئي كما ذكرت في كتابي ثم اهتديت ، لقيت معاناة كبيرة في تونس من الاهل ومن المجتمع ، ومن ائمة المساجد والذين افتوا بان رد السلام علي حرام واتهموني بانني اسرائيلي

وكثير من ذلك الكلام فجأت الى النجف الاشرف الى السيد محمد باقر الصدر وقصصت عليه ما عانيت في بلادي من الاذى فابتسم في وجهي وقال لي (يا اخي ماذا لقيت انت مما لاقى اسلافنا الذين كانوا يحملون اكفانهم في عمائهم وخشباتهم على ظهورهم ليصلبوا عليها لمجرد ان يذكروا عليا (ع) بخير ، او احد ائمتنا وماذا لقيت مقابل ما لاقى اسلافنا الذين تقطعت ايديهم لمجرد زيارة الامام الحسين ع) فاين هذا من ذاك سواء تعرضت للسب اوللشتم او للمقاطعة من المجتمع تحمل لان هذا الطريق صعب ومملوء بالاشواك 

ورفع من معنوياتي وشجعني على التحمل  فعلمت بعد ذالك بان الله سبحانه وتعالى  قد ابدلني بتلك المصائب بقوم كانوا يتمنون ان يقبلو التراب الذي تحت قدمي (بفضل بركات اهل البيت ع ) والحمد لله اصبحت الان عالما معروفا في تونس والوطن العربي ، يسالونني ويقتدون بي ولهذا لقبني السيد الشهيد محمد باقر الصدر

ببذرة التشيع ، مامعناه بذرة انبتت شجرة اصلها ثابت في الارض وفرعها في السماء تاتي اكلها كل حين باذن ربها .

وفي اول مرة نحتفل في عيد الغدير في تونس ارسلت رسالة للسيد محمد باقر الصدر فنقلوا لي ومن بعضهم العلامة محمد جواد مغنية من علماء لبنان كان حاضرا لدى السيد الشهيد بان السيد الشهيد بكى من شدة التاثر وقال الحمد لله الذي جعل لنا افئدة تهوى اهل البيت في تلك الربوع (يعني تونس والمغرب العربي).

حيث جنيت ثمار بذرة التشيع في المغرب العربي وافريقيا وحتى بلغ ذالك الى اوربا فكان لدي مجموعة كبيرة من المؤمنين في الجزائر ومجموعة اكبر في تونس ومجموعة محترمة ولا باس بها في المغرب العربي وساحل العاج والسنغال وكينيا وجزر القمر وتنزانيا واوغندا وفرنسا وكثير من الاماكن ذكرتها في كتابي فسيروا في الأرض فنضروا  لوجدت كثيرا من البلدان قد وصلها الفكر الشيعي ودخلو في المذهب بفضل الله تعالى وان هنالك اكثر من مليونين مسلم استبصروا الهدى على يدي ودخلوا في  التشيع من الذين كانوا على المذاهب الاخرى

وفي تركيا تحول اكثر من 8 مليون مسلم الى المذهب الشيعي الاثنى عشري وهم من العلويين الاتراك  حيث قال (علي اوسقاي)وهو عضو برلماني تركي ومترجم لكتب التيجاني الاربعة الاولى قال بفضل ترجمة كتب التيجاني اصبح اكثر من 8 مليون علوي من الاتراك شيعة اثنى عشرية ومن الجدير بالذكر ان عدد العلويين في تركيا 18 مليون علوي تركي وهم على باقي المذاهب الاخرى


من الذي يقف وراء الفضائيات المغرضة في رايك؟

  

امريكا واسرائيل  واضحة وجلية وبايدي عربية وهل يستطيع الامريكان واسرائيل من قهر المسلمين الا بايدي عربية ويصنعون المؤامرات في سبيل تقاتل وتناحر الدول العربية والاسلامية فيما بينهم وهم متفرجون  وهذا ماحصل وما يحصل الان كما ارادوها حربا طائفية في العراق لولا وقوف مرجعية السيد علي السيستاني اطال الله بقائه وفتواه الجريئة والتي قال فيها (من يمس سنيا كانما يمسني شخصيا واهل السنة هم انفسنا ) لكان العراق اليوم بركاناً من الدم يفور بلا هوادة وكذالك في لبنان لولا وقوف السيد حسن نصر الله لكانت هنالك حرب طائفية مشتعلة  وفي كثير من الدول والتي يتواجد فيها من الشيعة والسنة ارادوا وحاولوا بكل جهودهم بان يشعلوها حربا طائفية ومذهبية


ماهي اصداراتك وهل في النية اصدارات جديدة؟


انا لدي اثنا عشر كتاباً اولها (ثم اهتديت) و(لاكون مع الصادقين) و(فسالوا اهل الذكر) و(الشيعة هم اهل السنة) و(اتقوا الله) و(اعرفوا الحق) و(كل الحلول عند ال الرسول) و (مؤتمر السقيفة)  و (فسيروا في الارض فانظروا) و(اجيبوا داعي الله) و (رحلتي الى التشيع) و (زبدة الافكار) ، وفي النية اصدار كتابين جديدين ليكون عدد مؤلفاتي14 كتاباً على عدد المعصومين عليهم السلام علما ان كتابي الاول ثم اهتديت ترجم الى 26 لغة عالمية وكان له صدى واضح في العالم الاسلامي


بماذا تنصح المسلمين من المذاهب كافةو المذهب الجعفري خاصة؟


انا انصح المسلمين كافة بان يرجعوا الى كتاب الله تعالى والاحاديث النبوية الصحيحة وخصوصا منها حديث الثقلين وحديث الولاية عن النبي (ص) وهي احاديث واردة في جميع كتب المذاهب وقلت كثيرا حتى في الفضائيات وحتى للقرظاوي ارجوكم اقرؤا كتبكم اولا وليس كتب الشيعة فقط فان في كتب المذاهب الاخرى من الادلة والبراهين في ولاية علي بن ابي طالب (ع) اكثر مما هو موجود في كتب الشيعة وان المذهب الصحيح هو المذهب الشيعي ولكن لاتقرأوا بعين واحدة فقط 


(اما نصيحتي للمذهب الجعفري بان يكونوا يدا واحدة وان لا يتفرقوا فيما بينهم والالتفاف تحت راية اهل بيت النبي (ع

 

*ماهو رايك بمشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية  وقرار الغاء هذا المشروع


النجف الاشرف من وجهة نظري عاصمة للثقافة الاسلامية طيلة حياتها وليس لعام واحد لانها مدينة امتازت بساكنها ومشرفها امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) وهو رمز العلم ورمز الثقافة ومن مقدمات الثقافة هو العلم ، وانا اعتقد شخصيا كما يعتقد سائر المسلمين بان امير المؤمنين (ع)باب مدينة العلم ، واذا كان الباب هنا فمنه ياتى ومنه تؤتى الثقافة فيجب ان تكون مدينة النجف الاشرف عاصمة للثقافة الاسلامية طيلة عمرها الى ان يرث الله الارض ، ومن فيها لانه لاتوجد هنالك مدينة على حد علمي حازت من العلم والثقافة


ما حصلت عليه النجف حتى ان الحوزات العلمية والتي تخرج منها الفطاحل من العلماء والذين توزعوا ونفروا في مشارق الارض ومغاربها في البلدان العالمية والاسلامية لدليل قاطع على ان هذا المكان هو ينبوع العلم ومصدره كما ان الامام علي (ع) اشتهر في مقولته والتي لم يقلها احد لاقبله ولا بعده (سلوني قبل ان تفقدوني ) حتى قال العالم التونسي المشهور (بابن عرفة) قال ثبت لدي ولاية علي ابن ابي طالب على الكل فقال له علماء الزيتونة : بماذا ثبتت عندك ولايته قال (احتياج الكل اليه واستغنائه عن الكل) دل على انه امام الكل لان الامام علي (ع) ماسال احدا من الصحابة قط طيلة حياته وانما كانوا هم يلجأون اليه في حل المسال التي لم يجدوا لها حلاً عندهم  من هنا اقول ان مدينة النجف والتي حوت هذا العلم الجم والتي تربت على علمه (ع) هي مدينة عظيمة لما لها من ارث حضاري وثقافي 

 

التصنيفات : فلسفية وفكرية
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان