الخطر.. اطراف مصلحتها التصعيد
تمر البلاد بازمة حادة ومتشعبة.. فالبرلمان يواجه صعوبات لتحقيق النصاب ناهيك عن الاتفاق على القرارات والقوانين.. والحكومة تعمل بنصف وزرائها بعد سلسلة استقالات سابقة وغياب وزراء “العراقية” مؤخراً.. والعلاقات بين الاقليم والحكومة متوترة رغم محاولات تبذل هذه الايام للتهدئة.. والشحن القومي والطائفي على اشده.. والحرب الاعلامية تزيد النار اشتعالاً. وازمة المركزي ما زالت قائمة.. والمتظاهرون يزدادون في الشوارع.. والقضايا والمطالبات والحلول معلقة في معظمها.. والموازنة غير مقرة ونحن في الشهر الثاني، وكذلك سلسلة القرارات والقوانين المحورية المطلوب اتخاذها.. كل ذلك والبلاد تقف على اعتاب الانتخابات المحلية، الخ. فالمشهد يزداد تعقيداً وتسارعاً.. فلم نعد بحدود اتفاقات تشكيل الحكومة واستكمال الوزارات الامنية واتفاقات اربيل، والمسارات اغلقت دون قيام اي بديل.. فانهارت جهود عقد المؤتمر الوطني.. ولم تنجح الحوارات بين الكتل وداخلها لايجاد خارطة طريق تحلحل الاوضاع وتفكك الازمات. وعطلت النوبة الصحية للرئيس الطالباني اي دور رسمي او سياسي اعتاد ان يلعبه في مثل هذه الظروف.. وانتهى الدور الامريكي السابق كادارة او كوسيط.. ولم تتمكن الامم المتحدة او الحالات الاقليمية المختلفة من كسب كل الاطراف لتلعب دور المهدىء والوسيط.. بل انعكس الكثير من اوضاع وخلافات دول الجوار على الواقع العراقي فزاده تعقيداً. فعندما يصبح التصعيد سياسة للبعض، فان الاستنتاج المنطقي هو اننا نستجير من الرمضاء بالنار.. وهذا من اخطر الامور. فهناك خوف وقلق مبرر ومشروع داخل كل جماعة على مصالحها.. وهناك ايضاً داخل كل جماعة مصالح خاصة تلتقي اجنداتها الانانية مع التصعيد.. وهذا يعني ان النار تقترب من البارود. فالاوضاع خطيرة ولا تتحمل الاجتهادات والمزايدات والمداهنات والحسابات الانتخابية.. وان واجبنا كمواطنين وكحكومة وكقوى سياسية بمختلف مذاهبنا وقومياتنا ان نسارع لحجز طريق الفتنة.. والحكمة هنا تلازم الشجاعة لكنها تتقدم عليها.. يقول المتنبي “الرأي قبل شجاعة الشجعان.. هو اولاً وهي المكان الثاني”.. فنبعد بالحكمة والاجراءات الاحترازية عوامل التفجر والتصادم.. ونحرك عوامل التهدئة الداخلية والخارجية.. ونعطل عوامل التصعيد ومسبباته.. فنحترم توصيات المرجعية، ونطمأن بعضنا بعضاً.. في الامور الاساسية والحساسة على الاقل.. وان نتفاعل مع القوى والمواقف الطيبة.. ونغلق سوية الباب امام اي فعل او لغة جاهلة او موتورة.. ترفع رايات الدفاع والمظلومية وغاياتها الاعتداء والظلم. عادل عبد المهدي..