هل تتكرر حكاية كل عام

5 يوليو، 2013
515

هل تتكرر حكاية كل عام

تسهيلات بالجملة للطلبة ….. تأجيلات ودور ثالث ونظام عبور ؟

بعض قرارات التربية والتعليم معرقلة لمسيرة التعليم واستخفاف واضح بجهود المتميزين

انعدام روح المنافسة غاب بسبب عدم التفريق بين المُجد والكسول


إن الحياة مزيج من العمل والكفاح والكد فلا مكان فيها للخاملين والكسالى الذين لا يبذلون من الجهد إلا القليل ثم ينتظرون أن تمنحهم الحياة نعيمها ، هذا النعيم لا يوهب إلا للعقلية المنظمة من المفترض طبعاً ، هذه العقلية التي تمنح المجتمع تحرراً من مخلفات الجهل والفقر والمرض ، وإذا أردنا الوصول الى ذلك المستوى فلا بد أن نبذل جهداً مقصوداً من أجل تطوير المعارف والمعلومات من خلال التعليم والقراءة والاطلاع . من المفترض أن تسود هذه الأمور المتمثلة بالبحث عن العلم بشتى الطرق ، وعلى الفرد أن يكون هو باحثاً عن المعلومة وليس هي من تبحث عنه كي يشعر بقيمتها ، الطلاب في العراق بشكل عام مقبلين على الامتحانات الوزارية للمرحلة المتوسطة والإعدادية ، وكل ما تقترب هذه الامتحانات يشعر من لديه حرص على التعليم في البلد باستياء كبير وغضب من قبل مسؤولي التربية والتعليم في البلاد لما يقدموه من تسهيلات غير مبررة للطلبة ، حيث جعلتهم يعتمدون بشكل كبير على قراراتهم المتمثلة بالامتحان التكميلي( الدور الثالث ) ونظام العبور ناهيك عن تأجيل الامتحانات الذي أصبح حديث الطلاب أن وجد أم لم يوجد فهو بات متوقع في أي لحظة ، في الحقيقة هذه التسهيلات التي أصبح الطالب ينتظرها في كل عام أثرت بشكل كبير على الواقع التعليمي في البلاد والتي أصبحت مشكلة تهدد الرصانة العلمية وتضعفها ، أجرينا بعض اللقاءات مع عدد من أساتذة الجامعات والمدارس وكذلك بعض الطلبة حول هذا الموضوع لمعرفة أرائهم ووجهات نظرهم .

 

نتفق أو لا نتفق هذا أمر وارد وحال معروف ولا يوجد فيه اختلاف ولا عليه اعتراض .. ولكم مما لاشك فيه هو ضرورة الاتفاق على ما فيه مصلحة المجتمع ,, والتضحية بمصلحة الفرد مادامت التضحية في النهاية تصب في فائدة الجميع ، بعد نهاية الامتحانات النهائية وتُسلم النتائج ومعرفة كل طالب فيما إذا كان ناجحا أو راسباً أو مكملا ، بدأ العام الدراسي الجديد وكلنا أمل فيه في أن يكون أفضل من سابقه ، ولكن يبدو أننا مازلنا ندور في فُلك قديم دائماً ما يواجهنا وهو قضية الدور الثالث ، والآن وكما تعلمون أصبح الشغل الشاغل للجميع في أن ينالوا فرصة أخرى في النجاح !! إذ يبدو ان فرصة الامتحان الأول والدور الثاني لم تكفي فأصبح الحل في الدور الثالث .

 

انعدام روح المنافسة هو أهم ما أثرت به هذه القضية

 

يقول الأستاذ مهيب رشاد أبو صيبع مدرس في متوسطة السدير لوكالة انباء الدولية نيوز  هذه القرارات العشوائية أدت الى انعدام روح المنافسة بين الطلاب فبعد أن أصبح الطالب الكفوء يجد نفسه مع الطالب الكسول في كل سنة وبنفس مقاعد الدراسة صار هو أيضاً متقاعساً ومعتمداً على القرارات المبتكرة لوزارة التربية والتعليم والتي أثرت سلباً على المستوى التعليمي وخاصةً ان هذه القرارات يضعها من هم ليسوا من أصحاب الاختصاص وليس لهم أدنى علاقة مع العملية التربوية والذين نصبوا أنفسهم على التربية وفروعها ، كما بين أبو صيبع بأن هذه الأمور لا تظهر ولا تطفوا إلا بعد عشر أو عشرين سنة فتظهر بصمات الخطأ واضحة مما يدل دلالة واضحة ان هناك خططاً لإفشال العملية التربوية وإنشاء جيل فاشل يعتمد على المميزات والقرارات العشوائية الهدامة وليست البنائة .

 

التربية والتعليم علمت بأنها غير جادة في قراراتها

الأستاذ الجامعي محسن الزين تحدث(للدولية نيوز ) عن هذا الموضوع وقال بأن وزارتي التربية والتعليم أدركت بعدما لاحظت تدني المستوى التعليمي بأنها كانت غير جادة في قراراتها ووقعت بالخطأ وهي تحاول التصحيح بعد ما أعلنت عن نيتها بإلغاء امتحانات الدور الثالث وبين الزين بأن هذه الخطوة هي أولى خطوات تصحيح المسار والنهوض بواقع تعليمي أفضل يليق بسمعة بلدنا ، كما أوضح بأنه يجب أن يميز الطالب المجد والمجتهد عن الطالب الكسول حتى يشعر المجد بثمرة جهده و يحس الكسول بعدم اجتهاده وإهماله .

وزارة التربية … تدعو الطلبة الى عدم الاعتماد بقرار مستقبلي يخص امتحان الدور الثالث

للحفاظ على المستوى العلمي والواقع التعليمي في البلاد فأن وزارة التربية لديها إصرار على أن لا يكون هنالك دوراً ثالثاً للصفوف المنتهية كون ذلك ليس من مصلحة المسار التربوي وقد تسبب في السنين السابقة بإرباك كبير في الواقع النظام العلمي ومستوى التعليم .

 

قرار ايقاف امتحان الدور الثالث قرار صائب ويصب في مصلحة التعليم

 

قال الأستاذ الجامعي ضرغام سعدي العزاوي من جامعة الكوفة(للدولية نيوز) بأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية تعمد الى إيقاف الامتحان النهائي الثالث للطلبة أو ما يعرف بالدور الثالث مبيناً بأنه قرار صائب ويصب في مصلحة التعليم ويقوي ويرصن مخرجاتها متمنياً بأن يكون هنالك قرار أكثر حزماً تعضيداً للشهادة العراقية أما الدور الثاني فكان يتمنى الأستاذ بأن يجري للطلبة المكملين بمادتين لا غير احتراماً للجهود المبذولة من قبل الأستاذ طيلة العام الدراسي وصولاً الى إلغاء الأدوار التكميلية في المستقبل مع استقرار الحالة الأمنية للبلاد .

 

التسهيلات التي تقدم الى الطلبة تؤدي الى إعداد جيل يفتقد لأبسط مقومات النجاح

التدريسي الأستاذ سلام ناصر تحدث ( لوكالتنا )عن بعض القرارات التي تصدرها وزارة التربية والتعليم والتي تتضمن مجموعة تسهيلات غير مبررة تقدم للطلبة متمثلة بالدور الثالث ونظام العبور وغيرها من القرارات التي لا تصب في مصلحة التعليم بأنها تؤدي الى خلق جيل يفتقد الى أبسط مقومات النجاح وتخلق روح إتكالية عالية للطالب وتربك الوضع الدراسي للبلد ممثلاً إياها بالعاصفة الأبوية من قبل الوزارة والتي عادت علينا بالفشل الذريع ، ويهيب سلام ناصر بالمسؤولين بترك الحابل على الغالب في قضية الامتحانات والركون الى النظم العلمية التي سارت عليها الوزارة من قبل .

من حق الطالب أن يطالب بالنجاح لكن وفق معايير خاصة

مجموعة من طلبة الكليات المتميزين الذين هم ضد فكرة الدور الثالث تحدثوا قائلين بأنهم لا يرون في الدور الثالث أي فائدة سوى نجاح الطالب على حساب نفسه وعلى حساب العلم متسائلين عن التهاون مع الطلاب مع وجود مقاييس علمية واضحة وثابتة فلماذا التغيير بها مبينين بان هذا التهاون يعد بمثابة المعرقل الأكبر والأخطر لمسيرة التعليم واستخفاف واضح لجهود الطلبة الذين جدوا واجتهدوا وسهروا الليالي ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف يجلسون جنباً الى جنب مع أشخاص أقل من مستواهم بكثير ولا يستحقون النجاح وكانوا راسبين لولا ان الدور الثالث جعلهم مع هؤلاء على نفس الرحلة والمقعد الدراسي ، موضحين بأن للطالب الحق المطالبة بالنجاح لكن وفق معايير صحيحة ومعقولة .

 

 

في عهد النظام السابق كان الطالب متحملاً ظروفاً صعبة جداً وهو يؤدي واجبه المدرسي وكان لا يبالي لأي شيء المهم عنده النجاح والاجتهاد ، حيث كان يمتلك الإرادة والعزيمة التي لا يقف أي حاجز أمامها ، أما اليوم وبعد التحرر من الاستبداد والقيود المفروضة تحرر الطالب من إرادته وعزيمته بشكل يوحي بأنها كانت مفروضة عليه ، والأنكى من ذلك المشرفين على العملية التربوية والتعليمية هم أنفسهم من شجعوهم على التحرر من قيد هو ليس قيداً ( نعني التعليم بجد ) فالقرارات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم في السنوات السابقة كشفت نتائجها كم هي كانت مخطئة في اتخاذها من خلال تدني المستوى العلمي وضعف النتاجات من قبل الطلبة والكسل الذي لاحهم واليوم وبعدما عزمت على إلغاء بعض القرارات التي منحتها في الأعوام السابقة للطلبة قد وضعت قدماً تسير في الاتجاه الصحيح الذي يجب أن تكون قد سارت عليه منذ فترات سابقة ولعل هذه الخطوة ستكون فاتحة خير لتصحيح المسار والشعور بالرصانة العلمية واحترام الشهادة العراقية .

التصنيفات : تقارير
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان